أدوات مجانية فعّالة أخيراً لمكافحة المكالمات الآلية
Tuesday, 21-Oct-2025 06:35

بعد سنوات من الإزعاج المستمر من المكالمات الاحتيالية، وصلت أخيراً أدوات مجانية فعّالة لمواجهتها. أحدث هذه الأدوات ميزة جديدة في نظام تشغيل iOS 26 (آبل)، تُتيح لمستخدمي الـiPhone تصفية المكالمات المجهولة تلقائياً، بطريقة تشبه ما يتمتع به مستخدمو هواتف «بيكسل» (غوغل) منذ سنوات.

خلال اختبار الميزة الجديدة، لم أعد مضطراً للردّ على أرقام غريبة لأكتشف أنّها محاولة احتيال من جهة تدّعي أنّها شركة كهرباء. المساعد الصوتي «سيري» تولّى المهمّة، تحدّث مع المتصل، ونقل إليّ نص الحوار فوراً. منذ تفعيل الأداة، لم أعد أسمع رنين الهاتف عند ورود المكالمات المجهولة؛ إذ تتولّى التقنية تصفيتها تلقائياً.

 

كيف تعمل الميزة في «آيفون»؟

 

لتفعيل أداة تصفية المكالمات على أجهزة آيفون، يجب أولاً تثبيت أحدث إصدار من نظام iOS عبر الإعدادات، ثم الدخول إلى تبويب Phone واختيار Screen Unknown Callers، وتفعيل خيار Ask Reason for Calling.

 

عند ورود مكالمة من رقم غير مسجّل، لن يرنّ الهاتف، بل يتدخّل «سيري» بصَوت آلي ويسأل المتصل عن هويّته وسبب الاتصال. بعد ذلك، يظهر نص الحوار على الشاشة، ويمكن للمستخدم كتابة أسئلة إضافية، أو قبول المكالمة أو رفضها.

 

على «أندرويد»

مستخدمو أجهزة «بيكسل» (غوغل) يمكنهم تفعيل الأداة من تطبيق الهاتف، عبر Settings ثم Call Screen. بعد تفعيل الخيار، يردّ المساعد الافتراضي على الأرقام المجهولة وسؤال المتصل عن تفاصيله، مع إتاحة خيار التبليغ عن المكالمة، كرسالة مزعجة أو السماح بالمتابعة.

 

وسّعت «غوغل» هذه الميزة أخيراً، لتشمل مزيداً من الدول، مثل أستراليا وكندا وإيرلندا، لكنّ معظم هواتف «أندرويد» الأخرى ما زالت تفتقر إليها.

 

لماذا تُعدّ هذه التقنية أفضل من السابق؟

 

على مدى سنوات، اعتمد المستخدمون على تطبيقات خارجية لحجب المكالمات الاحتيالية، لكنّها فشلت غالباً، لأنّ المتصلين الآليِّين لجأوا إلى «تزييف الأرقام» عبر الإنترنت، أي الاتصال من أرقام وهمية يصعب التعرّف عليها.

 

حتى تقنيات شركات الاتصالات مثل Stir/Shaken، التي تُظهر علامة تحقق بجانب الرقم لم تكن كافية، إذ لا تمنع المكالمات المزيّفة تماماً.

 

الحلول السابقة كانت مبالغاً فيها أحياناً، مثل خيار إرسال جميع الأرقام غير المعروفة إلى البريد الصوتي، ما جعل التواصل مع جهات شرعية كالأطباء أو الصيدليات صعباً. أمّا الأداة الجديدة فتُقدّم توازناً ذكياً: تمنح المتصل فرصة للتعريف بنفسه، وتحمي المستخدم من المكالمات الآلية في الوقت نفسه.

 

في التجربة العملية، أثبتت أداة «آبل» فعاليّتها العالية. فحين أجابت «سيري» على مكالمات منتحلين لهُويّات جهات حكومية أو شركات معروفة، كان المتصل الآلي يقطع الاتصال فوراً. أمّا حين وردت مكالمات من أشخاص حقيقيِّين - مثل طبيب أسنان أو مدرسة - فقد عرّفوا بأنفسهم بوضوح، وتمكّنت من الردّ بأمان.

 

لكن هناك مواقف محرجة محتملة. فقد أبدى بعض المتصلين المهنيِّين انزعاجهم من أن يُجيبهم روبوت، خصوصاً عند التواصل لأسباب مهنية عاجلة. لذلك، جعلت «آبل» الميزة اختيارية لا مفعّلة تلقائياً، إدراكاً منها أنّ الأمر يحتاج إلى وقت للتأقلم.

 

التحدّي الجديد: الرسائل النصّية

 

مع تطوّر أدوات مكافحة المكالمات، انتقل المحتالون إلى الرسائل النصّية، متنكّرين في شكل بنوك أو شركات شحن أو حتى أصدقاء قدامى. هنا أيضاً توفّر «آبل» و»غوغل» أدوات للكشف عن الرسائل الاحتيالية، وتحويلها تلقائياً إلى مجلّد «الرسائل المزعجة».

 

يمكن لمستخدمي «آيفون» تفعيل خيار «تصفية المرسلين المجهولين» داخل إعدادات تطبيق الرسائل، بينما تكون هذه الخاصية مفعّلة تلقائياً في Google Messages على «أندرويد».

 

وعلى رغم من أنّ فلترة الرسائل خطوة ضرورية ومتأخّرة، فإنّها تكشف واقعاً مقلقاً: تطبيقات المراسلة بدأت تتحوّل إلى فوضى شبيهة بالبريد الإلكتروني المليء بالاحتيال والعروض المزيّفة. ومع أنّ هذه الأدوات لا تقضي تماماً على الخطر، إلّا أنّها تمثل أخيراً تقدّماً حقيقياً في معركة طويلة مع المكالمات والرسائل الآلية، تمنح المستخدمين فرصة لاستعادة السيطرة على هواتفهم.

الأكثر قراءة